ماذا نقصد بالمجتمع المتضامن؟

– هو مجتمع الاقتدار والتدبير الذاتي المستقل، المؤسس على الجماعية والتقاسم، و الذي يبدع أفراده وجماعاته( الاسرة والعائلة الممتدة والقرية والحي والمجتمع المحلي..)أشكالا متجددة من صيغ وسبل ومظاهر التكافل والتماسك والتساند البيني، والتراحم والعيش المشترك.

ماهي منطلقاتنا في رهان المجتمع النتضامن ؟

رهاننا على تنمية المجتمع المتضامن هو رهان ينطلق من قناعات متجذرة بأن:
– المجتمع المتضامن هو النموذج الأرقى للاجتماع الانساني ،حيث تتجاوز فيه المجتمعات المحلية وضعية الاتكالية والانتظار والاحتجاج، وتنهض ذاتيا لتدبير شؤونها ،بابداع جماعي محقق للتقاسم والعيش المشترك.
– المجتمع المتضامن هو مجتمع المسؤولية الاجتماعية والاقتدار المجتمعي.
– المجتمع المتضامن هو مجتمع التكافل الاجتماعي، و مجتمع الرعاية الاجتماعية المثلى، حيث يحتضن المجتمع ويحمي ضعفاءه وفقراءه .
– المجتمع المتضامن هو مجتمع الانسانية والقيم السامية ( الايثار والتعاون والتقاسم وتعهد الفقراء والتفكير في الاخرين.. ).
– المجتمع المغربي قادر على إبداع أشكال تضامنية متجددة، محققة لتماسكه ووحدته وتعاونه وتراحمه وتسانده،فقط على المجتمع المدني أن يكون الرافعة المحركة لذلك الابداع الجماعي، كما يفترض في مؤسسات الدولة أن تكون المسهل والمهيء للمناخ القانوني والاداري ..لهكذا إبداع وإحياء وتنمية.

كيف نسهم في بناء المجتمع المتضامن ؟

  • نحن نتصور ان تنمية المجتمع المتضامن هو رهان استراتيجي مركزي من شأنه أن تلتقي حوله جهود كافة مؤسسات العمل الاجتماعي بغض النظر عن طبيعة الموضوع الاجتماعي الذي تشتغل عليه وفيه.
  •  نسعى للاسهام في بناء المجتمع المتضامن بطريق عملي وآخر ترافعي:
    • الاسهام العملي من خلال تخصصنا الاجتماعي الخيري عبر اعتماد نموذج عملي في مشروعنا لكفالة أسرة اليتيم مسهم في تنمية (احياء وتجديد) انماط التضامن في المجتمع ، يتمثل تحديدا ،في اعتمادنا لنهج اشراكي للاسرة والعائلة والمحيط الاجتماعي ،في مشروع تحقيق كرامة اسرة اليتيم.
    • الاسهام الترافعي، ويتمثل في جهودنا الترافعية المخططة والمدروسة الموجهة إلى دوالر المجتمع المغربي المختلفة، من الأسرة إلى المجتمع المحلي،و الساعية الى توعيتهم وتثقيفهم باهمية وقيمة وفعالية انماط التماسك والتساند المتجذرة في ثقافة المجتمع المغربي ، وبمخاطر وتهديدات ثقافة الحداثة و الفردانية اللييرالية علي التضامنات المجتمعية، وبأثار تصدع تلك الانماط التضامنية المحتمعية وتفككها واندثارها على الجميع ،وبخاصة الفئات الهشة. وبادوار مختلف الدوالر الاجتماعية في تفعيلها واحيائها وتجديدها وتنميتها .

مميزات ترافعنا الاجتماعي:

هو ترافع يتوجه للمجتمع ويرافع في اتجاهه، في سعي دؤوب لتفعيله وانهاضه، لحل مشاكله الاجتماعية وتحقيق تنميته الذاتية، و لإحياء وظائف المجتمع الناهض المقتدر المتماسك بقيمه ورأسماله الاجتماعي.

شتان بين هذا النمط من الترافع الذي يتوجه إلى المجتمع ويرافع في اتجاهه ،ويؤمن بمجتمع الرعاية الاجتماعية، و يعتبر التنمية الاجتماعية من وظائف المجتمع بدوائره المتداخلة، ويرى أن المدخل إليها هو إعادة وصل المجتمع بثقافته وأنماط تنظيمه الجماعية، ويسعى عبر نهج تحسيسي توعوي تثقيفي إلى اقناع المجتمع بتفعيل قيمه وراسماله الاجتماعي لابداع انماط تضامن وتقاسم اصيلة ومعاصرة ،فاعلة في تحقيق تماسكه وتكافله وعيشه الجماعي المشترك .

شتان بين هذا النمط من الترافع الاجتماعي الذي سبق لنا اعتماده والدعوة إليه من أجل بناء مجتمع التضامن والرعاية الاجتماعية وبين نمط اخر من الترافع يتوجه للدولة ويرافع في اتجاهها . و يؤمن بدولة الرعاية الاجتماعية، ويجعل التنمية الاجتماعية من مسؤوليات الدولة ومؤسساتها حصرا. ويسعى عبر نهج احتجاجي ونقابي وحقوقي إلى إحراجها أو إقناعها لتفعيل تدخلاتها لحل المشاكل الاجتماعية واعتماد سياسات عمومية محققة للتنمية.
وهل تنفع السياسات العمومية ولو كانت راشدة وسديدة في تنمية مجتمع مفكك قيميا ،مفصول عن رأسماله الاجتماعي، متحلل من المسؤوليات الاجتماعية منحصر في مربع الانتظار و الاحتجاج ؟