وضعت جائحة كورونا التعليم التقليدي في مأزق حقيقي فظهر التعليم عن بعد كاحد أنجع الحلول لاستمرار التعليم. باعتباره أولوية مجتمعية وإنسانية.
وقد رأينا في منتصف السنة الدراسية الماضية أغلب دول العالم تعتمد التعليم الرقمي عن بعد. عبر الوسائط والمنصات الرقمية من أجل ضمان استمرار عجلة التعليم
وبالرغم من الإيجابيات والتسهيلات التي وعد بها التعليم عن بعد إلا أنه ميدانيا قد رافقته إكراهات وصعوبات كبيرة ،لعل من أهمها:

ارتفاع التكلفة المادية:

على الصعيد الدولي وبحسب إحصاءات منظمة اليونسكو لا يزال حوالي 826 مليون طالب أي ما يعادل نصف العدد الإجمالي للمتعلمين الذين حالت أزمت كورونا بينهم وبين مقاعد الدراسة. لا يمتلكون جهاز حاسوب منزلي في حين أن% 43 من الطلبة أي ما يعادل 706 مليون طالب غير متصلين بالانترنيت.
أما على الصعيد الوطني فإن ارتفاع معدل الهشاشة والفقر وضعف الأوضاع الاجتماعية لا يسمح لأغلب سكان المغرب ذوي الدخل المحدود من توفير الأجهزة المعلوماتية من الحواسب والهواتف الذكية لأبنائهم.
بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تغطية مصاريف الاشتراك بالانترنيت و التي تعتبر تكلفتها فوق طاقة العديد من الأسر. وقد يؤدي هذا العبء المادي المستجد إلى إهمال الآباء لتمدرس أبنائهم وإسهامهم بشكل غير مباشر في هدرهم المدرسي .
كما ان مؤسسات التعليم العمومي في بلادنا لن تكون قادرة على توفير– الربط بالانترنيت – طيلة الحصص الدراسية كما هو الحال في التعليم الخاص مما سيؤدي إلى عدم تكافئ الفرص بين التلاميذ.

التعليم عنوان الكرامة

التعليم عن بعد و أثره على الأيتام

مما لا شك فيه أن التلاميذ الأيتام ، الذين يتهددهم شبح العجز عن توفير الأدوات المدرسية العادية- ناهيك عن المعدات المعلوماتية- لمتابعة التعليم في الظروف العادية ،.سيكونون من أبرز المتضررين من الوضع الحالي للدراسة. اذ من المرتقب أن تؤثر هذه الظروف على المستوى التعليمي للأيتام بشكل عام. كما أن هذه الأوضاع المستجدة ستجعل من انقطاع الأيتام عن الدراسة مسألة وقت فقط.
وذلك نظرا لتوقف معظم الأرامل -اللواتي الأرامل يصارعن من أجل توفير لقمة العيش و أداء المصاريف الأساسية التي تحفظ كرامتهم الإنسانية من مأكل و مشرب و مسكن. -عن العمل كليا أو جزئيا،
وايضا نظرا لارتفاع الكلفة المادية للتمدرس مما سيؤثر لا محالة على النفقات التي تخصصها الأسر الفقيرة عموما لمعيشها اليومي.

دور العون و الإغاثة في التخفيف من آثار الجائحة على تعليم الأيتام:

مساعدات لأسر الأيتام:

منذ بداية انتشار وباء كورونا المستجد COVID-19 بالمغرب، سارعت جمعية العون و الإغاثة بإطلاق حملة لمساعدة متضرري جائحة كورونا من أسر الأيتام في مختلف ربوع المغرب الحبيب. فكانت المعونات على شكل مواد غذائية أو مواد للنظافة. كما ساهمت العون و الإغاثة بمبالغ مالية لفائدة الأسر التي تعاني تراكم مصاريف الكراء أو الماء و الكهرباء.

الإعداد لامتحانات الباكلوريا:

مباشرة بعد إعلان مواعيد إجراء امتحانات الباكلوريا، عملت جمعية العون و الإغاثة على تنظيم دروس للدعم المدرسي لفائدة الأيتام المقبلين على الامتحانات في مختلف المدن المغربية، بالتعاون مع شبكة من الجمعيات التي تعمل في نفس المجال (كفالة و رعاية اليتيم).

كما أطلقت الجمعية حملة لتوفير هواتف ذكية للأيتام المقبلين على الامتحانات و الذين لا يتوفرون بالبيت على هاتف ذكي يستطيعون التفاعل به مع أساتذتهم بالمؤسسات التعليمية أو مع أساتذة الدعم الذين تعاونوا مع أيتام الجمعية خلال هذه المرحلة المهمة و الحرجة من مسارهم الدراسي.

حملة “التعليم عنوان الكرامة ” معهم من الروض إلى الجامعة 2020

في بداية الموسم الدراسي 2020-2021 أطلقت جمعية العون و الإغاثة حملة لجمع التبرعات لتمويل دخول الأيتام إلى الفصول الدراسية. و هذه الحملة هي جزء من حملة طلب الإحسان العمومي الاي بدأت في مارس من العام الجاري. و ستمتد الحملة الخاصة بالدخول المدرسي من 1 شتنبر إلى غاية 15 أكتوبر و تتضمن هذه الحملة الفقرات التالية:

الحقيبة المدرسية:

الحقيبة المدرسية التي حدد ثمنها في 300 درهم ستمنح للتلاميذ على شكل محافظ و دفاتر و أدوات. و هذه الحقيبة سترفع الكثير من الحرج على الأيتام بين أقرانهم من جهة و على الأمهات الأرامل اللواتي يجدن صعوبة في توفيرها. كما ستساهم الحقيبة بمعداتها في تحقيق دخول مدرسي مريح للأسرة ككل.

البدلة المدرسية:

البدلة المدرسية هي من الفقرات المهمة في البرنامج بشكل عام. حيث مصاريف اقتناء ملابس لائقة للذهاب للمدرسة تكون عائقا حقيقيا أمام الأرملة و أبنائها. و مبلغ 300 درهم نستطيع به توفير بدلة واحدة كاملة. و تحقق هذه الفقرة من البرنامج ارتياحا نفسيا لليتيم و تجعل من الدخول المدرسي متعة للأيتام بشكل عام.

النظارات الطبية :

يعاني عدد من الأطفال الأيتام من ضعف البصر، و قد يكون عجز الأسرة عائقا على تتبع الأيتام لتعليمهم بشكل سليم. تتوسط الجمعية لدى أطباء متطوعين لتوفير فحوصات مجانية للعين بالنسبة لضعاف البصر. و نسعى من خلال مبلغ 300 درهم إلى توفير نظارات طبية لفائدة الأيتام.

الهواتف الذكية:

عدد من أسر الأيتام تجد نفسها عاجزة عن توفير لقمة العيش لأيتامها، فكيف لها أن توفر هاتفا ذكيا للمتمدرسين منها. كما أن نسبة مهمة من الأرامل لا يتوفرن على هواتف ذكية، مما يجعل من مسألة تمدرس الأيتام عن بعد مسألة مستحيلة. لذا سعت الجمعية لتوفير هاتف ذكي واحد على الأقل في كل أسرة أيتام لا تتوفر عليه. و حددت قيمة الهاتف الذكي ب1100 درهم.

بطاقات التعبئة:

سيتم توزيع عدد من بطاقات التعبئة على أسر الأيتام المتمدرسين و الذين يجدون صعوبة في توفيرها. و ستكون البطاقات كانطلاقة تشجيعية للأيتام للتفاعل مع الدراسة عن بعد. و قد حدد المبغ في 200 درهم.

دعوة للتبرع:

و ختاما تدعو جمعية العون و الإغاثة كافة المغاربة الكرماء إلى المساهمة في هذا البرنامج الخيري التنموي المتميز. الذي سيسهم في بناء المجتمع المغربي المتضامن و في رفع الحرج عن أسر الأيتام و الأرامل. الذين يعانون في صمت في ظل جائحة كورونا و ما ترتب عنها من أضرار اقتصادية و نفسية.